Butterfly


The struggles I'm facing
The chances I'm taking
Sometimes might knock me down
But no, I'm not breaking








دينـــك و دنيــــاك

الوازع الديني والأخلاقي.. هو الأساس في بنـاء النفس البشرية..!

لا شك إن الذات الإنسانية كانت مستهدفة ضمن عمليات الصراع الأزلي بين الخير والشر. ولذا فالوازع الأخلاقي يتوائم فعلياً في تحصين النفوس من أي عناوين براقة تحمل في طياتها خبث اللاعادلين والمتطفلين
.
واذا كان الوازع الديني متقدم جداً في التأثير على المجتمع فإن محاولة الفصل فيما بينه وبين الوازع الأخلاقي يقود إلى كارثة معنوية ومصيرية في العلاقات الاجتماعية
فمثلاً أن أخلاق (الأتكيت) التي يمارسها المجتمع الغربي قد جعلت منه إنساناً منضبطاً في مسألة إبداء الذوق الذي يراعي حقوق الآخرين عليه ويبدو ذلك كـ(ظاهرة) ملموسة في اصطفاف الناس عند الصعود إلى سيارات النقل العام (الحافلات) وغيرها مما يخلق انطباعاً إضافياً أن هؤلاء الناس الغربيين يستحقون الإعجاب لتمتعهم بهذا النظام الاجتماعي الذي يحرص عليه الجميع هناك. إلا أن الفصل بين الوازع الأخلاقي والوازع الديني عند الغربيين بصفة عامة، قد أفلت منهم عقال السوية من الناحية الجنسية بين المرأة والرجل ولذا يلاحظ أن سد (ثغرة الفساد والإفساد) قد أُدخلت في القاموس الاجتماعي الغربي على كونها ممارسة مشروعة ما دامت لم تلحق ضرراً بأحد! مع أن الضرر الروحي والمصيري قد أصاب المجتمع الغربي برمته بيد أن الزواج قد قلّ هناك وأولاد (الحب الحرام) قد أزدادو.
وعليه فان فقدان جماليات الروح عند الغربيين غدت ظاهرة يؤسف لها بعد أن أفرغت العلاقات السوية المتجهة نحو بناء أسرة من زواج مشروع من أي قيمة حقيقية بعد أن أتم الرجل الغربي"تعهير" المرأة الغربية بحجة الحرية الشخصية التي يحددها الشخص لذاته
.
ومهما يكن، فان فعالية الإنسان مع ذاته وفي عائلته وبين أصدقائه وفي المجتمع تتطلب تقوية الوازع الديني إلى جانب الوازع الأخلاقي باعتبارهما يكملان بعضهما البعض، وطبيعي فإن مقومات رئيسية وفرعية تدعم السلوك الإيجابي ممكن أن تساهم في عملية بناء الذات أيضاً إذا ما انطلقت من أساس متين من ذاك

كيفية تنمية الوازع الديني

أ_ التعلم بالمحاولة وتجنب الخطأ: فقد كان رسول الله (ص) يراقب أحياناً الصحابة ويتركهم برهة ليطبقوا تعاليم الإسلام، ثم يصحح لهم أخطاءهم حتى يتعلموا بالممارسة والتجربة.

ب_ استخدام الأساليب الحسية: وكان رسول الله يكثر من التشابيه الحسية لإيضاح المعاني والأمور المعنوية لتقريبها إلى الأذهان، فكان مثلاً يخط خطاً من الرمال وخطين يمين الأول وخطين عن يساره، ثم يمثل بالأول (سبيل الله) والخطوط الجانبية (سبيل الشيطان).

ج_ استخدام أسلوب الحوار: استخدم الرسول عليه السلام أسلوب الحوار للوصول إلى فكرة معينة، ولإبراز معنى، فكان يسأل الصحابة عن أمر ما، فإذا عجزوا أجاب رسول الله وعلمهم.

د_ اغتنام الفرص والمناسبات في التعلم: كانت الآيات البينات في القرآن الكريم تنزل في المناسبات، وخاصة الآيات التشريعية التي تأتي عند الحاجة: عند السؤال عن بعض الأحكام كان رسول الله يغتنم المناسبة لتفسيرها وتوضيحها للمسلمين.

ه‍_ الطريقة القصصية: استخدم الرسول القصة لتهذيب النفوس، والقرآن ملىء بالقصص ذات العبرة، فإذا تتبع المسلم نتيجة أحداث القصة انطبعت نفسه بتعاليمها، واقتدى ببطل القصة، وتحلى بصفات أبطالها، وابتعد عن صفات العاصين وسلوكهم.

و_ تقديم الأمثلة: الابتداء بالأمثلة الكافية والنصوص ومناقشتها واستنباط خواصها؛ تمهيداً لفهم القواعد والتعريفات؛ لأن مواجهة الناشىء بالقواعد الكلية، وإلقاء مسائل الفن عليه دفعة واحدة وهو غير مستعد لفهم ما يلقى عليه في هذه الفترة من عمره، يقلل نشاطه الفكري، ويجعله ينصرف عن العمل، ويكرهه.
ز_ ربط المعلومات: الدروس التي تلقى على الناشئين في الفن الواحد تكون متصلة؛ لأن انقطاع مسائل العلم بعضها عن بعض يؤدي إلى النسيان وتعويق التحصيل.

ح_ استخدام القدوة: تعلم الأطفال الوضوء والصلاة والدعاء ومعالم الدين عن طريق الأسوة في الأداء الديني وتدريبهم على تقليد ومحاكاة القدوة الحسنة، وعلى معاشرة الطفل لأقرانه لاكتساب أساليب التعامل مع البشر.

ط_ تكوين العادات: التبكير بتكوين العادات الحسنة منذ الصغر حتى لا يكون هناك مجال لتسرب العادات المذمومة إلى الصبي، فالعادات تؤدي أغراضاً حيوية في حياة الإنسان، وتساعد على توافق الفرد الاجتماعي مع بيئته؛ ولهذا ينبغي أن توجه عناية خاصة إلى تكوين العادات الصالحة لتربية الطفل في مراحل نموه المختلفة، ومن العادات التي تقضي التربية الإسلامية بتكوينها لدى الصبي: تعوده الصلاة بالإضافة إلى ممارسة قيم الدين التي ينبغي ان يتحلى بها المؤمن ومنها: الصدق، والأمانة، والتعاون، والنظافة، والنظام، وحب العمل، والإخلاص فيه.

( وَذَكِّرْ فَإنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ* وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ)